عليك بمراعاة أقوالِك كما تراعي أعمالَك؛ فإن أقوالك من جملة عملك، ولهذا قال بعض العلماء: من عدّ كلامَهُ من عمله قلّ كلامُه. واعلم أن الله راعى أقوالَ عباده . وأن الله عند لسان كلّ قائل! فما نهاك الله عنه أن تتلفّظَ به فلا تتلفَّظْ به وإن لم تعتقده، فإن الله سائلك عنه.روينا أن الملك لا يكتب على العبد ما يعمله حتى يتكلم به قال تعالى: {ما يَلْفِظُ من قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ} [ق: 18] يريد الملك الذي يحصي عليك أقوالَك. يقول تعالى: {إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحافِظِينَ** كِراماً كاتِبِينَ** يَعْلَمُونَ ما تَفْعَلُونَ} [الانفطار: 1012].
وأقوالك من أفعالك؛ انظُر في قوله تعالى: {ولا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ في سَبِيلِ الله أَمْواتٌ} [البقرة: 154] فنهاك عن القول؛ فإنه كذَّبَ الله من قال مثل هذا القول؛ فإن الله قال فيهم: إنهم أحياء! ألا ترى إلى قوله تعالى حيث يقول: {ولا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا في سَبِيلِ الله أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ} [آل عمران: 169]، وقال: {لا يُحِبُّ الله الْجَهْرَ بِالسُّوءِ من الْقَوْلِ} [النساء: 148]، وقال: {لا خَيْرَ في كَثِيرٍ من نَجْواهُمْ} [النساء: 114].،وهو القول!
فإذا تكلّمتَ فتكلّمْ بميزانِ ما شرع الله لك أن تتكلّم به، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقّاً. [كما روى الترمذي وأحمد]. فعليك بقول الحق الذي يُرضي اللهَ، فما كلُّ حقٍّ يُقال يُرضي اللهَ؛ فإن النميمة حقٌّ، والغيبة حقٌّ وهي لا تُرضي الله، وقد نُهينا أن نغتاب، وأن ننمّ بأحد.
تاريخ الإضافة : 19/05/2019
مضاف من طرف : infos-tunisie
المصدر : www.alchourouk.com