شهر رمضان شهر له خصوصياته بالنسبة إلى المواطن التونسي حيث تتغير فيه عادات التسوق لشراء المستلزمات إلا أنه و للسنة الثانية على التوالي يتزامن هذا الشهر المعظم المعظم مع أزمة صحية تعيشها البلاد كسائر بلدان العالم بسبب انتشار وباء الكورونا ، هذا الوباء الذي غير الكثير في حياة الناس و أثر على الدورة الاقتصادية و الاجتماعية باعتبار أن العديد فقددوا مواطن شغلهم أو تقلص مردود عملهم نتيجة هذه الأزمة وه ما أثر بدوره على المقدرة الشرائية للمواطن التي كانت متدهورة قبل الوباء و تعمقت بعده، الصباح نيوز قامت بجولة بسوق الخميس من مدينة الحمامات الذي يعرف لدى الأهالي بأن أسعاره معقولة ، للوقوف على آراء المواطنين في الأسعار فاتفق أغلب المستجوبين على أنه اليوم الناس لم تعد قادرة على أبسط المستلزمات الضرورية.فايزة الحجري
فايزة الحجري تؤكد في هذا الإطار أن كل المواد الأساسية باهضة الثمن الخضر و الغلال و الدجاج واللحوم الحمراء و الحليب و الأسماك و 'الزوالي'' لم يعد قادر على ''شكشوكة'' فكلغ الفلفل بلغ 3000 د قائلة "بالنسبة إلينا لم يبقى في المتناول سوى الخبز".
الطيب مخلوف
الطيب مخلوف عامل يومي يقول في هذا الإطار " المواطن البسيط لن يموت بسبب الكورونا بل سيقتله الجوع ، دون اهتمام من الحكومة التي طغت على اهتماماتها فقط المشاكل و التجاذبات السياسية ، فغلاء الأسعار جعل الناس لا تقبل على الشراء فأنا مثلا أبيع السردينة أشتغل يوم و أبقى عاطل عن العمل بقية الأسبوع ، فارتفاع ثمنها إلى 6 و 7 د جعل المواطن لا يقبل فأضطر لإتلافها أو التصدق بها وهذه الظروف القاسية دفعت البعض بها إلى الانحراف.
علياء ماكني
من جانبها علياء ماكني متزوجة و أم لبنتين تقول " زوجي مريض و عاطل عن العمل و أنا فقط أعمل بمرتب شهري 600 د و أقطن في منزل على وجه الكراء، فعلا لم أعد قادرة على مقاومة لهيب الأسعار خاصة الخضر و الغلال و الأسماك و اللحوم الحمراء فأقتصر فقط على وجبات بالدجاج و أشتري الخضر التي تم التخفيض في سعرها قبل إتلافها و الغلال أغلب الأوقات لا أقدر على سعرها فالوضع المعيشي بالنسبة لي كارثي.
وكما اشتكى المواطن من غلاء الأسعار فإن الباعة البسطاء المنتصبين على حافة الطرقات لهم نفس المعاناة و نفس الرأي ، حيث يؤكد منصف حميدة تاجر غلال وخضر بالحمامات:"
منصف حميدة
الوضع الاقتصادي بالبلاد صعب جدا على البائع و الشاري على حد السواء فالأسعار باهضة جدا بالنسبة خاصة للخضر و الغلال و الناس ''العياشة '' ليست قادرة عليها فهي تشتري الأساسيات فقط ، ونحن كتجار بسطاء نعاني من تغول '' القشارة'' الذين يمارسون الاحتكار و يتسببون في غلاء الأسعار ، فأنا كتاجر متجول بسوق شعبي و على الطريق لا يمكنني الترفيع في الأسعار لأحقق ربح كبير لأن الناس لم يعودوا قادرين على مجاراة نسق الحياة فأضطر للرفق بهم والبيع بأسعار ملائمة خاصة أننا في شهر رمضان المعظم و أنا دائما أعمل بمقولة ''نصف المال و لا المال كله'' لأننا بالنهاية كلنا نعاني نفس المعاناة ".
غلاء الأسعار له أسباب عديدة ومختلفة تتشابك في ما بينها فإلى جانب الأزمة الاقتصادية و الصحية ، يفسر البعض ذلك بغلاء أسعار المواد الفلاحية و الأدوية حيث يقول
نزار الزياني
نزار الزياني وهو مهندس فلاحي و صاحب مشروع فلاحي إن سبب ارتفاع أسعار الخضر و الغلال هو تضاعف أسعار الأدوية و المواد الفلاحية و اليد العاملة منذ سنة 2010 أكثر من 5 مرات ، إضافة إلى تغول الوسطاء الذين يساهمون بدرجة كبيرة في هذه المشكلة، فالفلاح يبيع المنتوج بأسعار مناسبة مثلا سعر الطماطم من الحقل 200 م لكن للمواطن تباع بأضعاف هذا الرقم.
لئن اختلفت الآراء حول أسباب غلاء الأسعار فإن النتيجة واحدة وهي عجز المواطن التونسي عن مجابهتها خاصة في ظل تواصل انتشار وباء الكورونا و ما خلفه ذلك من انعكاسات سلبية على الدورة الاقتصادية و الحياة الاجتماعية.
تاريخ الإضافة : 29/04/2021
مضاف من طرف : infos-tunisie
المصدر : www.assabahnews.tn