ڨفصة

معرض صفاقس 2020: دورة للنّسيان ووقت التّغيير حان


أسدل السّتار الأسبوع الماضي على الدّورة 54 لمعرض صفاقس الدّولي التي تواصلت فعالياتها على امتداد أسبوعين اثنين. وقد عبّر لنا العديد من زوّار المعرض عن خيبة أملهم بسبب عدم ارتقاء دورة هذا العام إلى مستوى الانتظارات واعتبروها "دورة للنّسيان".من جهة أخرى تمّ تسجيل تراجع كبير على مستوى أعداد الزوّار مقارنة بالدّورات الماضية... صحيح أنّ المداخيل المتأتّية من معاليم زيارة المعرض لا تعني شيئا بالنّسبة لجمعية معرض صفاقس الدّولي اعتبارا لأنّ هذه الأخيرة تتصرّف في ميزانية ضخمة وتعوّل أساسا على المبالغ المتأتّية من كراء فضاءات العرض الخاصّة بتظاهرة معرض صفاقس الدّولي ومختلف الصّالونات والمعارض المختصّة التي يتمّ تنظيمها بفضاء المعرض وغيرها من الموارد... لكنّ إشعاع المعرض أصبح في تراجع محيّر بسبب تقلّص حجم الزوّار بشكل مؤثّر وتواضع جودة المعروضات وارتفاع الأسعار وغيرها من الظّواهر والنّقاط السّلبية التي أثرّت على السّمعة الطيّبة التي اكتسبها المعرض على امتداد عقود.
المعروف عن معرض صفاقس الدّولي أنّه كان متنفّسا لأهالي عاصمة الجنوب وللزوّار القادمين من الولايات المجاورة وفضاء لاقتناء مختلف الحاجيات بأسعار تفاضلية مع ضمان الجودة إلى جانب كونه يفسح المجال لروّاده كذلك للاطّلاع على أحدث الابتكارات في عديد المجالات – مثلما كان الحال في جلّ الدّورات السّابقة.
الانطباع الحاصل لدى روّاد المعرض وأهالي عاصمة الجنوب عموما هو أنّ هذا الفضاء الفاخر والعصري تحوّل إلى سوق تجارية ولم يعد يستقطب أعدادا قياسية من الزوّار أو يستجيب لتطلّعات روّاده...
كلّ ما نأمله هو أن تكون النّقائص المؤثّرة في دورة معرض صفاقس الدّولي لهذا العام وتراجع سمعة المعرض في السّنوات القليلة الماضية فرصة للسّلطات للتّدخّل لإعادة الإشعاع المفقود لهذه التّظاهرة اقتصاديّا وتنشيطيّا وترفيهيّا... ويبقى الحلّ الأنسب – حسب اعتقادنا واعتقاد العديد من المواكبين لنشاط المعرض منذ سنين طويلة – هو فسح المجال لوجوه جديدة لتسيير شؤون هذه المؤسّسة بعد الكلل والملل الذي قد يكون أصاب الأعضاء الحاليّين للجمعية وجعلهم يسقطون في فخّ الرّتابة والسّهولة وقلّة الاجتهاد.
في الختام لا بدّ من الإشارة إلى ضرورة فسح المجال لبعض الكفاءات الموجودة بالجهة خاصّة وأنّ هناك العديد والعديد من رجال الأعمال النّاجحين في عاصمة الجنوب والذين وجدوا الأبواب موصدة في وجوههم...!
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
يرجى إدخال الرمز أدناه
*



تحديث الرمز

(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)