توزر - A la une

مع الشروق .. ...وللمواجهة بقيّة


بعد انتظار استمر أياما «طويلة» مريرة على الصهاينة، نفّذ حزب الله وعيده بالرد عسكريا على هجمات صهيونية تعرض لها بسوريا ولبنان، غير ان السؤال المطروح بشدّة الان هو هل أن هذا الرّد الذي توعّد به نصر الله أم أنّ هُناك هجَمات أخرى؟عملا بمقولة «وعد الحر دين»، وكما كان صادقا في كل وعوده السابقة، وفى هذه المرة أيضا الامين العام لحزب الله اللبناني اوفى بوعده الذي قطعه بالرد على الهجوم الصهيوني الاخير على لبنان.
ولم يتأخر هذا الرد سوى اسبوع تقريبا ليثبت أن عملية الردع مع الكيان الصهيوني أخذت منحى جديدا يقوم على الضربة بالضربة حتى وإن وصل الأمر الى المواجهة الشاملة التي لا يخشاها حزب الله.
كان لافتا طوال فترة الانتظار المرير للكيان الصهيوني، حجم الضغوط الخارجية والداخلية على حزب الله من طرف امريكا اساسا التي تريد اثناء المقاومة عن تنفيذ وعيدها بتعلة جلب الخراب للبنان وتدميره.
حتى ان واشنطن ترجت حزب الله بحر الاسبوع الماضي عبر وسيط، ان لا ينفذ وعيده مقابل تخفيف العقوبات الاقتصادية، غير أن المقاومة رفضته بشدة معتبرة أنها مسألة حياة أو موت لتلقين الصهاينة الدرس المناسب.
على الجانب الصهيوني كان الهلع سيّد الموقف لأن انتظار الضربة أشد وطأة من الضربة نفسها، لذلك عاش الكيان اسبوعا مليئا بالخوف والحذر والترقّب لأنه يعرف جيدا وعود نصرالله وأن الأمر قضي.
رد المقاومة اذن لم يتأخر وجاء في حجم الهجوم الصهيوني الأخير، عبر استهداف ناقلة جند تحمل داخلها 8 جنود صهاينة وتدميرها بالكامل وتوثيق الهجوم بالصوت و الصورة حتى يصدّق الحليف قبل العدو والقريب قبل البعيد.
الكيان الصهيوني كان قد روّج امس صباحا انه لا خسائر ولا هجوم اصلا وانه رسم هدفا وهميا وقع في شراكه عناصر حزب الله، لذلك بث مساء امس الحزب الهجوم كاملا الذي وخلافا لكل التوقعات لم يكن على الحدود بل كان في العمق الصهيوني.
هول الخوف الصهيوني كان واضحا من خلال ما نقلته مراسلة قناة «روسيا اليوم» من داخل قاعدة «افيفيم» على الحدود اللبنانية حيث كانت مهجورة تماما وترك فيها كل العتاد والاسلحة وحتى العربات العسكرية.
هي جولة اذن، كسب حزبا الله خلالها عسكريا وأكد للكيان الصهيوني قولا وفعلا أن عهد استهداف لبنان والعودة دون تبعات قد ولى مثلما قال نصر الله أكثر من مرة.
وبغضّ النظر عن حجم رد حزب الله فإن مجرّد الرد في حد ذاته رسالة واضحة للكيان الصهيوني الذي لا يبدو أنه يريد توسيع نطاق المواجهة وبالتالي الدخول في حرب شاملة يعرف جيدا تكلفتها.
ورغم أن الطرفين –بوساطات أطراف دولية على الأرجح- تمكنا من احتواء الموقف هذه المرة وجاءت ردود أفعالهما في إطار محدود زمانيا ومكانيا وعسكريا، وهو ما يعني أن لا أحد يريد المواجهة، فإن الحرب قد تندلع خلافا لرغبة الطرفين لتثبيت أو تغيير معادلات الصراع الحالية.
لأنه لا الكيان الصهيوني سيكفّ عن عربدته وغطرسته وتوجيه هجمات جديدة سواء في سوريا او لبنان، ولا حزب الله سيقف مكتوف الايدي دون ردّ مناسب بناء على قواعد الاشتباك الجديدة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
يرجى إدخال الرمز أدناه
*



تحديث الرمز

(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)