بدأ العد التنازلي يصل الى نهاية المدة الحاسمة التي يقتضيها الاتفاق المبدئي حول الشخصية التي سيتم تكليفها بتشكيل الحكومة القادمة في ظل حالة الحصار المضروبة على الحزب المرشح لتشكيلها وفق أحكام الدستور .تونس الشروق :
اليوم الجمعة ستقدم الهيئة المستقلة للانتخابات النتائج النهائية ومعها يتبقى موعد أسبوع واحد امام حركة النهضة الحزب الفائز لتقديم مرشحها لرئيس الجمهورية ليتم تكليفه بتشكيل حكومته ، وهي مهلة ضيقة قد تربك الخيار وتجعله محكوما بلخبطة الاستعجال خاصة ان الرؤية لم تتضح حتى الان ويفترض انتظار ما ستسفر عنه مشاورات مجلس الشورى المقرر عقده نهاية الأسبوع اين ستتوجه الأنظار مؤملة رؤية الدخان الأبيض المعلن عن تغير في الموقف وتحول عما اعتبرته جل الاحزاب احد أسباب التعطل في الحوار وهو اختيار مرشح من حزب النهضة لرئاسة الحكومة .
اتفاق على الضد
حركة النهضة اصطدمت خلال الأيام الأخيرة بوجود اتفاق ضمني تجمع عليه كل الأحزاب وهو قول لا لحكومة ترأسها وهو موقف غير مفهوم الا ان يكون ضمن اطار التنافي المعهود والتضاد مع حزب نجح في الانتخابات ولكن البعض لم يرضه هذا النجاح فاراد بكل ما اوتي من قوة تحويله الى فشل . ولم ينفع النهضة التواضع لبعض الأحزاب الصغيرة والتحول لمقراتها لطلب المشاركة في الحكومة رغم علمها بفشل كثير من قياداتها في تجارب ماضية، ورغم محاولة تجاهل ما ابدته هذه الأحزاب من مكابرة وتمنع تعلم انه غير حقيقي .
الجولة الأولى من التفاوض انتهت الى الفشل ، وتمنع كل الأحزاب من تحيا تونس والتيار الديمقراطي وحركة الشعب ، بل وحتى من لم تعرض عليهم الدخول في مشاورات مثل قلب تونس وهو ما يثير الضحك ففي الوقت الذي تعلن فيه النهضة انها لن تتشاور مع قلب تونس ترد هذه الأخيرة بانها لن تدخل الحكومة الا بشروط ، بل ان ما اطلقت على نفسها كتلة الإصلاح الوطني التي لم تتشكل بعد قانونيا تتحدث على لسان طارق الفتيتي ناطقها بانها لن توافق على رئيس حكومة من النهضة . وحتى الجولة الثانية من التفاوض لم تأت بالجديد وحافظ حزب التيار على موقفه وفقا لما جاء في بلاغ حركة النهضة التي قالت انه في إطار مواصلة المشاورات التي تجريها مع مختلف الأطراف في الساحة السياسية حول تشكيل الحكومة الجديدة، استقبل رئيس الحركة الأستاذ راشد الغنوشي للمرة الثانية وفدا من حزب التيار الديمقراطي متكونا من السيد محمد عبو والسيد محمد الحامدي ، وبحضور السيد نور الدين العرباوي رئيس المكتب السياسي . ورغم إيجابية اللقاء إلا أن حزب التيار الديمقراطي تمسك بمقاربته للحكومة القائمة على رفض ترؤس حركة النهضة للحكومة بأحد قياداتها مع تمسكهم بالوزارات الثلاث .
بل ان القيادي في التيار الديمقراطي، محمد الحامدي، زاد الطين بلة بان اكد ان هذا الموقف تم اخذه بالتنسيق مع قيادات حركة الشعب فيما يتعلق بموضوع تشكيل الحكومة موضحا ان لديهم مواقف متقاربة. وافاد انهما متفقان على ان مشاركتهم في الحكومة القادمة يجب ان تتم بشرط ان لا يكون رئيسها المقبل ينتمي للأحزاب المشكلة للحكومة .بل واعتبر ان تمسك حركة النهضة بان يكون مرشحها لرئاسة الحكومة راشد الغنوشي، غير مقبول بالنسبة اليهم .
عليّ وعلى اعدائي
هذا الموقف لم يترك لحركة النهضة أي مجال للتفاهم مع بقية الأطراف وهو ما يفهم من الخطاب العالي الذي بدأ يلوح لدى قياداته في انه امام هذا الصد غير المبرر الا بالعدوانية واستحضار معارك ايديولوجية قديمة اعتقدت خطأ انه دخل التاريخ منذ فترة . وامام هذه الأجواء المتلبدة بالكراهية من منافسين ينتظرون فشلها قبل نجاحهم لم يعد امامها الا اعتماد قولة شمشون الجبار حين هدم المعبد فوق رؤوس الجميع قائلا « علي وعلى اعدائي يا رب « . وذلك بالدفع في اتجاه إعادة الانتخابات التشريعية وارجاع الأمانة الى الشعب ومصارحته بكل وضوح بانه اعطى اصواته لمن لا يريد ان يتحمل المسؤولية وما عليه الا تصحيح خياراته ان كان يريد إيجاد حلول ترضيه .
تاريخ الإضافة : 08/11/2019
مضاف من طرف : infos-tunisie
المصدر : www.alchourouk.com