كان مقرّرا أن يقيم اتحاد بن قردان احتفالات الصعود بملعب المرحوم نجيب الخطاب بتطاوين على هامش آخر لقاء في بطولة الرابطة 2 في مرحلتها الثانية ولكن كل شيء سقط في الماء بما أن المنافس، أولمبيم الكاف، لن يتحوّل اليوم إلى تطاوين وسيخسر لقاءه بالغياب وهي نفس العملية التي قام بها منذ موسمين ضد النادي الإفريقي. وقد اتصلت «التونسية» بأحمد العبيدي رئيس نادي أولمبيك الكاف فعبّر عن أسفه لعدم إجراء اللقاء وإفساد الاحتفالات ولكن ما باليد حيلة لأنه – أي رئيس النادي – اكترى الحافلة وقام أمس بحجز المطعم لتناول الغداء في الطريق وفندق الإقامة ليلة السبت إلاّ أنّ اللاعبين لم يكونوا في الموعد حيث حضر ستة لاعبين فقط ورغم كل المحاولات لإقناع بقية اللاعبين بضرورة التنقل فإنه لم يتوصّل إلى ذلك وعندما سألناه لماذا لم يقم بدعوة لاعبي النخبة أو الأواسط لتعويض المضربين وإجراء اللقاء خصوصا وأن الاتحاد لن يحترز على شرعية مشاركتهم إن لم يكونوا حاملين لإجازات قانونية بما أن ما يهم الاتحاد هو المقابلة الاستعراضية الاحتفالية؟ أجابنا أن أولياء اللاعبين رفضوا ذلك بدعوى انشغال أبنائهم بالامتحانات. وتجدر الإشارة إلى أن الأجواء ليست «ولا بد» بفريق بومخلوف فعديد اللاعبين من أبناء النادي رفضوا خوض اللقاء ضد أولمبيك سيدي بوزيد لأنهم «اشتموا رائحة كريهة» ولاحظوا نية بعض زملائهم في التخاذل فلم يرغبوا في المشاركة في المسرحية وقررت الهيئة فتح تحقيق في الغرض ولو أنها لن تجد أي دليل. اللاعبون الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم لفترة طويلة أرادوا التعبير عن غضبهم إزاء ما وصلت إليه أوضاعهم ولكنّهم بالمقابل أساؤوا لفريق عتيد ولوّثوا سمعته فالتاريخ سيسجّل أن أولمبيك الكاف خسر مقابلته ضد اتحاد بن قردان بالغياب مثلما خسرها ضد الإفريقي في موسم 2012 - 2013. رئيس النادي جلب عدل تنفيذ لمعاينة غياب اللاعبين والقيام بالإجراءات القانونية وما سينجرّ عنها من تتبعات إدارية ضدهم وخسارتهم المادية ستكون كبيرة ولكن الخاسر الأكبر هو الرياضة التونسية التي ما انفكت تعيش مهزلة وراء مهزلة في هذا الزمن الأغبر. أولمبيك الكاف سيكون خاسرا بدوره ماديا بما أنه سيدفع خطية مالية قدرها 5000 دينارا للرابطة حسب ما ينص عليه الفصل 173 من القوانين العامة للجامعة التونسية لكرة القدم كما أنه سيعوّض معلوم تنقل فريق لاتحاد بن قردان من بن قردان إلى بوسالم في لقاء الذهاب. من جهة أخرى علمت «التونسية» أن فريق بن قردان أعرب عن استعداده لدفع كافة مصاريف التنقل والإقامة للأولمبيك ولكن ما كل ما يتمنّاه المرء يدركه. ولسوء حظ الاتحاد والآلاف من أحبّائه لن يحتفلوا بالصعود فلماذا نكّد لاعبو الكاف على الاتحاد فرحته؟ إنها كرة آخر زمن. الاتحاد ليس الوحيد الذي نغّص عيله أولمبيك الكاف فرحته فحتى الحكم الشاب محرز المالكي لن يتمكّن من الحصول على مجمل العدد الكافي من المقابلات لإجراء امتحانه الكتابي للحصول على الدرجة الأولى وسوف ينتظر موسما آخر.في الحقيقة وعند حديثنا مع أحمد العبيدي شعرنا لديه بمرارة كبيرة ولاحظنا أسفه الشديد عمّا حصل ولكنّه يبقى عاجزا عن رد الفعل وفي هذا الصدد قال العبيدي إنّه يغادر الأولمبيك مرتاح الضمير بعد ما بذله من جهد لرفع رايته ولكن يبدو أن أهالي الكاف ليسوا معنيين بمصير فريقهم.
تاريخ الإضافة : 30/05/2015
مضاف من طرف : infos-tunisie
المصدر : www.attounissia.com.tn