توزر - A la une

عين على الانتخابات ..النّسب التّركي والاستحقاق التونسي


تونس الشروق:
زلّة لسان أو رد فعل وانفعال غير محسوب ،قد يكشف ما يعتمل في أعماق الصورة العامة للشخصية التي يحرص صاحبها على نحت ملامح مثالية لها. هذا الأمر ينطبق على عدد من المترشحين للانتخابات الرئاسية، منهم من نسي في لحظة ما مقام الخطاب السياسي الذي يوجّهه للتونسيين وشدّد على فخره بنسبه التركي وبأمّه «إبنة الآغا وما اندراك».
هذا التعبير ولئن يكشف عن انخراط لاواعي في منطق «القومية التركية « المبني على استعلاء عثماني ، فانه يكشف أيضا انقياد صاحبه إلى التسليم بمقاربة الدونية مقارنة مع الهوية العثمانية، وما يزيد الأمر سوءا أن من اعتمد على هذه المقولة كاداة لغوية للتعبير عن «الفخر»،نسي أنه في مقام فترة انتخابات رئاسية يبحث فيها الناخب التونسي عن من يشبهه ومن يعبّر عن الشخصية التونسية قلبا وقالبا .
الانتماء إلى عائلة «الاغا» الذي يتباهى به هذا المترشح ، ليس مشرفا كما يعتقده ، "فالاغا " كلمة يمكن توصيفها بالرتبة العسكرية،حيث كان الاغا يتولى مهام قيادة الحامية العسكرية، و"الاغا" ساهم في مجازر كبرى في الدول التي بسطت الامبراطورية العثمانية نفوذها عليها، وهو ما يدفع على ضرورة مراجعة الحديث عن الانتساب لهذه العائلة خاصة وإن كان الهدف من ذلك الفخر .
ممّا يحمله هذا التعبير من دلالات سلبية ، تعميق مقولة تكررت على امتداد ثماني سنوات تشير إلى أن هذا المترشح وحزبه تربطهم علاقات وثيقة مع تركيا ، وإعادة إحياء هذه المقولة بهذا التصريح يستدعي بشكل ملح طرح السؤال حول ترتيب مدى القرب وقياس عمق الانتماء.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
يرجى إدخال الرمز أدناه
*



تحديث الرمز

(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)