ڨفصة - A la une

الأفارقة في صفاقس ..يعانون من سوء المعاملة..ويتوسّطون في «الحرقة»


في الأسواق ، في حضائر البناء ، في المقاهي والمطاعم ، في حدائق الفيلات الفاخرة ، حيث تولي وجهك في صفاقس إلا وتجد شبانا وشابات أفارقة يشتغلون ..يخيل إليك انهم انصهروا وتأقلموا مع واقعهم الجديد ..لكن الحقيقة عكس ذلك .."الشروق" لامست جزءا من الحقيقة المرة ..الشروق- مكتب صفاقس
تؤكد أغلب الدراسات أن تونس من بين أكثر الدول الإفريقية التي تستقبل القادمين من جنوب الصحراء بهدف البحث عن فرص عمل أو العبور إلى أوروبا ..في صفاقس يجد الأفارقة الإمكانيتين : إما الحرقة أو العمل ..لكن في أية ظروف ؟
الجولة القصيرة بأسواق صفاقس وشوارعها تكشف أن اليد العاملة الإفريقية باتت تفتك فرص العمل باعتبار أن أجورهم زهيدة مقارنة بأجور أبناء الوطن .. في أسواق الفريب ، في الحضائر ، في المصانع والمعامل ، في المنازل كمعينات ، هم باتوا بصفاقس كحبات الملح في الطعام ..
لا توجد إحصائيات دقيقة حول عددهم بصفاقس ، لكنهم يقاربون ال5 آلاف ،يعملون دون سند قانوني ويعاني أغلبهم من سوء المعاملة ، وهي التي تزداد سوءا مع الفتيات والنساء العاملات بالمنازل كمعينات ..
شبكات تهريب
جمعية تونس أرض اللجوء تقدر عدد العاملات بالمنازل منهن في صفاقس ب 300 إمرأة ، 80 بالمائة منهن من الكوت ديفوار والبقية من مالي والسينغال والكاميرون وغيرها من دول جنوب الصحراء وفق إحصائيات أعلنت عنها مديرة جمعية تونس أرض اللجوء شريفة الرياحي في تقرير إعلامي .
اغلبهن يأتين إلى صفاقس بطريقة غير قانونية ويقعن فريسة " السماسرة " وشبكات الاتجار بالبشر حتى أن عدد المورطين في هذه الشبكات بلغ سنة 2018 أكثر من 300 مورط غرروا بفقيرات وأوهموهن بالعمل المريح ليجدن أنفسهن في ظروف تعيسة للغاية .
ظروف مهينة
من الوسيط ، إلى منزل عائلة ثرية ، ليعاملن في أغلبهن معاملة لا ترتقي إلى معاملة البشر ، فلا تغطية اجتماعية ، ولا إقامة مريحة رغم العمل القاسي طول اليوم بصمت و حرقة في القلب ، إحداهن التقتها " الشروق " بمنطقة باب الجبلي بصفاقس تقتني بعض الملابس المستعملة من "الفريب" ، في البداية ترددت للحديث إلينا ، لكنها سرعان ما غلبها الشقاء والهم والقلق لتروي على مسامعنا حكايات غريبة جعلتها تفر من منزل مشغلتها التي طلبت منها بعض التحاليل الطبية للتأكد من سلامتها الصحية ..
مرافقتها تشتغل في مصنع بضواحي صفاقس الجنوبية ،وقد روت على مسامعنا وبعجالة ظروف عملها وعدد من زملائها الأفارقة مما دفعها هي الأخرى للفرار من المصنع الذي يرهقها بأعمال تفوق طاقتها وبأجر لا يتجاوز ال200 دينار مع الإقامة في المصنع والالتزام بعدم مغادرته أصلا ..
هو طويل القامة ، عريض الكتفين ، التقيناه بباب القصبة في متجر ملابس قديمة ، حاولنا الحديث إليه ، فعجزنا بسبب اللغة وبسبب حرصه على عدم الحديث إلينا ..اكتفينا بمتابعة حركاته وهو يجمع السلع لفائدة صاحب المحل وهو الشغل الذي عثر عليه فيما يبدو حديثا ..
الأفارقة الذين انخرطوا بمرارة في سوق الشغل بصفاقس، اتجه بعضهم إلى تنظيم رحلات " الحرقة " والتوسط فيها ، وتفيد عديد التقارير الأمنية بصفاقس أن عددا منهم تم إيقافه بسبب عمله كوسيط لجلب عدد من أصدقائه للعبور خارج حدود تونس اعتمادا على سواحل سيدي منصور ..
هم انخرطوا في أعمال غير قانونية، في ظل غياب قوانين منظمة لليد العاملة الإفريقية القادمة من جنوب الصحراء رغم أصوات المدافعين عن حقوق الإنسان التي تعلو وتخفت معهم ..
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
يرجى إدخال الرمز أدناه
*



تحديث الرمز

(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)