«الشروق»مكتب الساحل:
في سياق أنشطتها الفكرية السنوية نظمت جمعية منتدى المعرفة بسوسة ندوة وطنية بعنوان "الوطنية التونسية؛ اية مضامين؟ وأية برامج؟" واكبها عدد هام من الباحثين والجامعيين والمثقفين والمهتمين بالشأن الفكري بجهة الساحل.
وقد قدمت في الندوة ثلاث مداخلات أثثت الاولى منها د. إيمان مخينيني أستاذة الحضارة بكلية الآداب بسوسة وتناولت فيها مسألة الرهان الحقوقي في مفهوم المواطنة التونسية واهتمت المحاضرة بتعريف الوطنية في أبعادها المختلفة مركزة على التكامل بين الوطنية والمواطنة لتخلص إلى التطور الحاصل في مفهوم المواطنة وما أضفته الثورة من ألق عليها إذ اخرجتها من حال الكمون والشعارات إلى الممارسة اليومية".
وتحدثت المحاضرة في هذا السياق خاصة عن "أخلقة المواطنة" و"المواطن الرقمي" في رصد لتطور مفهوم المواطنة.
أما الباحث والأستاذ بجامعة جندوبة د. علي مخلبي فقد اهتم في مداخلته بالرهانات الرمزية للثورة التونسية مستعرضا ما أنتجته الثورة من صور رمزية لتعزيز سلطة الشعب وما فتحته من آفاق إبداعية باتت متاحة للجميع من خلال تنوع المحامل مثل الإعلام والثقافة والنوادي وشدد المحاضر على أهمية صناعة المحامل الرمزية الإيجابية في مواجهة توظيف بعضها لتعزيز القيم المتدهورة. ولاحظ د. مخلبي أن المحمل الرمزي مكن الشعب من استعادة المبادرة في الفعل السياسي.
من جهته ساهم الأستاذ محفوظ العارم مدير المدرسة الدولية بسوسة بمداخلة حول الأولويات الراهنة للوطنية التونسية أشار فيها بالخصوص إلى أن النهاية المأساوية للمشاريع الأممية دفعت باتجاه الاهتمام بالمقاربات الوطنية وحلل المفارقة التي انتجتها الثورة التونسية بتواصل اشتغال الرافعة السياسية وتعطل الرافعة الاجتماعية وهو ما يدعو إلى بلورة وعي متجدد بتلازم الاستحقاقين السياسي والاجتماعي وإعادة تفعيل ثنائية الحق والواجب تعزيزا لثورة قيمية تعيد الاعتبار للعمل والبذل من أجل الوطن.
وقد تناولت النقاشات ذات العلاقة بالمداخلات عديد المسائل منها ثراء أبعاد الوطنية التونسية والتأكيد عليها كقيمة جامعة لوحدة الشعب في سياق يروم إنجاح الثورة بعيدا عن عن الإيديولوجيا، بالإضافة إلى تقديم إضافات مهمة قاربت بين مفاهيم الوطنية والمواطنة والمدنية مع تجسير العلاقة بينه.
تاريخ الإضافة : 08/11/2019
مضاف من طرف : infos-tunisie
المصدر : www.alchourouk.com