بنزرت - A la une

مع الشروق صباحكم سكر !...


أقرت وزارة التجارة مع بداية هذا الشهر جوان زيادة في مادة السّكر الأبيض "السّائب" الموجه للاستهلاك العائلي بقيمة 250 مليما للكيلوغرام الواحد.الوزارة وفي إطار تبرير هذه الزيادة قالت أنّ تونس تورّد جلّ حاجياتها من السكر وهو ما يعني خضوع هذه المادة إلى قواعد وتقلبات أسعار السوق العالمية علاوة على تدهور سعر صرف الدينار، مشيرة إلى أن الأسعار الحقيقية العالمية للسكر تناهز 1580 مليم للكلغ.
الزيادة في سعر السكر جعلتني أشعر بالخجل من هذه الحكومة والحكومات المتعاقبة، فقد نسيت أن أقول لها صباحك سكر، ومنهجك سكر، أما تبريرك للزيادة ف" سكر زيادة يا معلم"، فإذا مر يومٌ ولم أتذكر، أن أقول للحكومة صباحك سكر أشعر فعلا بالخجل.
وحتى أتماهى مع نزار قباني أقول في هذه الافتتاحية البسيطة، سأخط "كطفلٍ صغير، كلاماً غريباً على وجه – هذا الدفتر"، والكلام الغريب يا حكومتي المبجلة هو تبرير بعض مصالح وزارة التجارة التي قالت أن السكر مضر بالصحة، ومعدل استهلاك العائلة التونسية للسكر 4 كلغ في الشهر أي أن الزيادة لن تتجاوز الدينار الواحد من نفقات العائلة، دون أن أتغافل عن التبرير الآخر القائل " السكر ليس مادة أساسية ".
لله درك يا حكومة السكر ..كم أنت عميقة في التبرير والفتاوى التي تخرج معكم بسرعة من الجيب كسرعة ذوبان السكر في القهوة التي سيرتفع حتما سعرها هي الأخرى تبعا لهذه الزيادة التي لم يرافقها أي قرار بتعويضات للطبقة المتوسطة والصغرى التي ترفع الدولة عنها الدعم سرا وعلانية تنفيذا للدوائر المالية العالمية التي باتت تحدد مصيرنا وتتدخل حتى في نسبة السكر في القهوة لكل تونسي وتونسية.
لله درك يا حكومة السكر ..كم أنت قادرة على إصابة الشعب ب "مرض السكر" الذي يحتفل به العالم يوم 14 نوفمبر من كل عام ..سنحتفل بك يوم 14 نوفمبر المقبل -إن بقيت- لأنك حكومة القرارات التي لا تأتي إلا على حساب الطبقة الوسطى والفقيرة، ولا تعلمين أن صناعة قارورة صغيرة من إحدى ماركات المشروب الغازي العالمي في تونس تحتاج إلى 27 غراما من السكر " المدعوم " ..
لله درك يا حكومة السكر والعسل والزبرجد .. حكومة "حلوة " كالعسل تستورد سنويا 350 ألف طنا من السكر ولا تنتج إلا 10 آلاف طن في حين ان كل الدراسات تؤكد انه بقرار سياسي يصبح إمكاننا إنتاج 60 بالمائة من حاجياتنا، فقط بالمراهنة على اللفت السكري ..
يا وزراء حكومة "اللفت" ..ألا تلتفتون إلى أراضيكم بباجة وجندوبة وبنزرت وتدعمون الفلاح والمصنع وتشغلون العاطل أم أنكم تخشون "بارونات" السكر والمضاربين بالسكر الذين "مرروا"حياة التونسي"... ارحلوا جميعا، إنكم "لفي سكرتكم، والزيادة في السكر تعمهون " ..
راشد شعور
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
يرجى إدخال الرمز أدناه
*



تحديث الرمز

(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)