تونس - A la une

كتاب الشروق المتسلسل ... علي بن أبي طالب (14) خطبة يباركها الله


استقر الفتى علي في المدينة المنورة طيبة الطيبة وانصرف الى مهامه الكثيرة في توطيد أركان دولة الاسلام الوليدة. وكبرت فاطمة الزهراء بنت الرسول الأكرم صلى الله عليه وسلّم والسيدة خديجة رضي الله عنها وأصبحت مؤهلة للزواج.استدارت العيون اليها والى بيت النبي طلبا ليدها وطلبا للقرب من رسول الله فمن يظفر بشرف المصاهرة ومن يظفر بالقرب من سيد الأنام؟.. تهاطل كبار المهاجرين والأنصار وأشرافهم على بيت الرسول يفاتحونه في أمر خطبة كريمته السيدة فاطمة الزهراء.
وكان رسول الله في كل مرة يشيح بوجهه الكريم عن الخاطب في إشارة الى رفض طلبه حتى أن الواحد منهم كان يظن ان به عيبا او سيئة تجعل الرسول يشيح عنه بوجهه.
ليس هذا فقط بل إن سيدنا أبا بكر الصديق رضي الله عنه وأرضاه تقدم الى طلب يدها توطيدا للرباط المقدس الذي يربطه بوالدها ورفيق دربه محمدا بن عبد الله. لم يجد الرسول صلى الله عليه وسلّم أكثر من هذه الكلمات ليرفض طلب صاحبه بلطف ورفعة أخلاق: «أمرها الى ربها».. ويتقدم سيدنا عمر هو الآخر طالبا يد فاطمة ويكرر الرسول على مسامعه نفس الجواب: «أمرها الى ربها».
شاعت أنباء المتقدمين الى خطبة فاطمة وكان علي يكتم الرغبة في صدره استحياء من ابن عمه الذي يعدّه من أفراد عائلته واعترافا بالوضع الصعب الذي يعيشه في المدينة حيث كان فقيرا ولا يدّخر شيئا مما يحصل عليه وبالتالي لم يكن لديه ما يسدّ تكاليف المهر والزواج والانفاق على عائلة. وتقول الروايات أن مولاة له هي التي ألحّت عليه في التقدم لطلب يد فاطمة.. يقول الإمام علي في هذه النقطة ان المرأة قالت له: ما يمنعك ان تأتي رسول الله صلى الله عليه وسلّم فيزوجك . فقلت: وهل عندي شيء اتزوج به؟ فقالت: ان جئت رسول الله وسلم وسألته زوّجك... وأضاف الإمام علي: مازالت المرأة ترجيني وتلح حتى دخلت على الرسول صلى الله عليه وسلّم فلما قعدت بين يديه أفحمت فوالله ما استطعت أن أتكلم جلالة وهيبة.
وكان الرسول الأكرم في بيت أم سلمة وتروي أن الرسول أدرك ارتباكه فقال له: أتيت لحاجة؟ فردّ الإمام نعم اتيت خاطبا ابنتك فاطمة فهل انت مزوّجني؟ فقال الرسول: أجئتني تخطب الزهراء؟ فقال: نعم: فقال الرسول: حبا وكرامة وإيجابا هل في يديك لها مهر؟ ردّ علي بأنه لم يكن يدخر مالا ولا أسبابا فسأله الرسول عن الدرع التي كان أهداها له في سابق الايام ماذا فعل بها. ولما أعلمه بأنها موجودة ردّ الرسول: نرضى بها مهرا وتروي أم سلمة: ان وجه الرسول تهلّل فرحا وسرورا ثم ابتسم في وجه الإمام علي ودخل على فاطمة وقال لها: «ان عليا قد ذكر عن امرك شيئا وإني سألت ربي ان يزوّجك خير خلقه فماذا ترين؟»
فسكتت فخرج الرسول صلى الله عليه وسلّم وهو يقول: الله أكبر، سكوتها، إقرارها» فأتاه جبريل عليه السلام وقال له: يا محمد زوجها علي بن ابي طالب فإن الله قد رضيها له ورضيه لها..
وكانت تلك بداية رباط مقدس سنتوقف عنده في حلقات قادمة.
سيظهر تعليقك على هذه الصفحة بعد موافقة المشرف.
هذا النمودج ليس مخصص لبعث رسالة شخصية لأين كان بل فضاء للنقاش و تبادل الآراء في إحترام
الاسم و اللقب :
البريد الالكتروني : *
المدينة : *
البلد : *
المهنة :
الرسالة : *
يرجى إدخال الرمز أدناه
*



تحديث الرمز

(الحقول المتبوعة بـ * إجبارية)