على عكس عديد اللاعبين البرازيليين، ساعدت الظروف نجم البرازيل في الثمانينيات سقراطيس برازيلينو سامبايو دي سوزا دي اوليفيرا» المعروف بلقب سقراط، على متابعة تحصيله العلمي إلى أعلى المستويات، فتمكن من الحصول على شهادة جامعية في طب الأطفال، وعمل في مهنته إلى جانب لعب الكرة، مضحيا بفرص احترافه في أوروبا التي تأخرت حتى سن ال30.رغم السجائر والكحول
مع غرامه الشديد بالسجائر والكحول، قد لا يرى كثير من المسؤولين والمدربين في عالم كرة القدم الحديثة في أسلوب حياة لاعب الكرة البرازيلي الأسطورة سقراط ما يرضيهم. لكنهم قد يتغاضون بعض الشيء عن هذا الرأي نظرا إلى قدراته التي فاقت سنوات حياته السبع والخمسين، والتي تمتع بها هذا اللاعب الماهر في منطقة وسط الملعب. وكان سقراط يعد من أعظم اللاعبين في تاريخ الكرة، في ضوء نظرته الثاقبة وقدرته على خرق دفاع الخصم بكلتا قدميه.
الأسطورة الذي لم يحمل كأس العالم
كان سقراط لاعبا غير عادي حتى في مظهره، فكان يطلق لحيته ويضع ربطة على رأسه، متخذا مظهرا مميزا. ورغم أنه قاد المنتخب البرازيلي في مسابقتين لكأس العالم عامي 1982 في إسبانيا، و1986 في المكسيك، إلا أنه لم يحقق حلمه بمداعبة الكأس، بعد أن خرج منتخب السامبا من الدور ربع النهائي في المسابقتين. وكان منتخب السامبا يضم آنذاك أفضل لاعبين عرفتهم كرة القدم البرازيلية، مثل زيكو، فالكاو، وإيدير. لكن إيطاليا أخرجتهم في مونديال إسبانيا، بهدف سجله أسطورة إيطاليا باولو روسي، وغادروا مونديال المكسيك بعد خسارتهم مع المنتخب الفرنسي، بضربات الجزاء، عندما أضاع نجوم المباراة من الفريقين ركلات الجزاء التي سددوها، وهم سقراط وسيزار من البرازيل، وميشال بلاتيني من الفريق الفرنسي.
الشاب الثائر
عرف سقراط بين زملائه بآرائه الثورية، وخاصة ضد الحكم العسكري للبرازيل، ومن شدة حبه للديمقراطية، جعل ناديه، كورينثياز، أول نادي كرة قدم يطبق الديمقراطية بين صفوفه. وعندما سئل عن تفضيله لعب كرة القدم علة ممارسة السياسة، أجاب: «كرة القدم كانت بالنسبة لي فرصة للضغط على الحكم من موقع مؤثر، فالشعب البرازيلي شغوف بكرة القدم، وسأكون أكثر تأثيرا لو كنت لاعبا جيدا». وكان أحد مساندي الرئيس لولا داسيلفا، والذي رشحه لمنصب وزاري لكنه رفض مفضلا البقاء إلى جانب الناس. سقراط رحل قبل حوالي 8 سنوات ونعاه الرئيس البرازيلي، دا سيلفا، واصفا إياه بصاحب إنجازات لا تنسى.
تاريخ الإضافة : 19/05/2019
مضاف من طرف : infos-tunisie
المصدر : www.alchourouk.com