وليس ادعاء الطعن في ازواج النبي أو سوء الادب معهن الا مجرد اختلاق يراد به التمويه على العامة حتى يثوروا ضد الكتاب اذ المسألة من باب الفرض وفي موقف الدّفاع عن النبي عليه السلام. ولم يدّع احد من العلماء عصمة ازواج النبيء. والله تعالى يقول لازواج النبي وهن في عصمته ﴿يا نساء النبي من ياتِ منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا﴾ (الاحزاب: 30)لكن هؤلاء القوم قالوا للناس بألسنتهم وصحفهم ان ما يقول المؤلف طعن صريح في ازواج النبي. وقد فسروا العوارض البشرية بالمعاصي وانتقاص صاحب الشريعة و. و.و
ومادام هذا السيل من الاتهام والقذف الباطل ، وتهويل وتشنيع الخيالات الباطلة دون الاحتجاج في ذلك بنصوص الكتاب فليس لي حيلة في صد هذا السيل. ويكفيني اخيرا انني مؤمن بصدق عقيدتي في الاسلام وانه دين الانسانية الخالد لا على نحو ما يفهمه او يتظاهر به هؤلاء القوم، ولكن طبق حاجة العصر ومصلحة الأمة. واذا كان ضميري مرتاحا لا اثر فيه للتكلف ، فانني سأظل مرتاحا وصابرا في كل ما ينتابني من اظطهاد ينال امثالي «جريدة الزمان 19 اكتوبر 1930».
يمثل هذا المقال شهادة اخرى على الوعي العميق للطاهر الحداد بضرورة تجديد مفاهيم الاسلام والاجتهاد في فهم مقاصد الكتاب الكريم فلم يصمت الحداد امام الهجمة الشرسة التي تعرض لها بل دافع عن افكاره واجتهاداته ورغم الالم الكبير والمرارة التي نشعر بها بين سطور مقاله الا أن الطاهر الحداد كان واثقا ومؤمنا أن التاريخ سينصفه ذات يوم وقد انصفه التاريخ فعلا اذ اسقطت الذاكرة كل الذين هاجموه وشوهوه واحتفظت بالطاهر الحداد رائدا من رواد التنوير والتحديث والاجتهاد.
تاريخ الإضافة : 19/05/2019
مضاف من طرف : infos-tunisie
المصدر : www.alchourouk.com